هنا نستقبل مشاركات الكبار لاستنباط فائدة يمكننا ان نطبقها في الحياة
من خلال قراءتك للاية وقصتها
شاهد أيضاً
الدرس الثاني : أساسيات القراءة الصحيحة والكلام العربي الفصيح ( خاص بدورة نفائس الجمان في تجويد القران )
الدرس الثاني : ✨✨📝ماهي أساسيات القراءة الصحيحة والكلام العربي الفصيح✨✨ لها ركنان هامان ، وهذان …
سورة الحشر الجزء/1
فضل سورة الحشر.. تبدأ سورة الحشر بتسبيح الله أي حمده والثناء عليه وتنزيهه عن النقص -تعالى ربّ العزة عن النقص علواً كبيراً-، وتختتم سورة الحشر بالكلام عن صفات الله تعالى في إثباتٍ لما بدأ به سبحانه من التسبيح .
-ويعود سياق الآية الأخيرة ليؤكد كمال الله سبحانه، وأنّه الخالق والبارئ والمصور، وأنّ له الأسماء الحسنى والصفات العلا، وأنّ جميع الكائنات وجميع المخلوقات في السماوات وفي الأرض تسبّح لله العزيز في أسمائه والحكيم في صفاته.
سوره الحشر
فضل سورة الحشر تبدأ سورة الحشر بتسبيح الله أي حمده والثناء عليه وتنزيهه عن النقص -تعالى ربّ العزة عن النقص علواً كبيراً-، وتختتم سورة الحشر بالكلام عن صفات الله تعالى في إثباتٍ لما بدأ به سبحانه من التسبيح .
-ويعود سياق الآية الأخيرة ليؤكد كمال الله سبحانه، وأنّه الخالق والبارئ والمصور، وأنّ له الأسماء الحسنى والصفات العلا، وأنّ جميع الكائنات وجميع المخلوقات في السماوات وفي الأرض تسبّح لله العزيز في أسمائه والحكيم في صفاته.
سورة الحشر الجزء 1
.
.
سبب نزول سورة الحشر:
قبل الحديث عن مقاصد سورة الحشر، جدير بالذكر إنَّ هذه السورة المباركة نزلتْ على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم في المدينة المنورة، وهي من السور التي جاء فيها سبب نزول صريح، وهو ما رواه رجل من أصحاب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “أجمَعَتْ بنو النَّضيرِ بالغدرِ؛ فأرسَلوا إلى رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: اخرُجْ إلينا في ثلاثينَ رجُلًا مِن أصحابِك، ولْيخرُجْ منَّا ثلاثونَ حَبْرًا؛ حتَّى نَلتقيَ بمكانِ المَنْصَفِ فيَسمَعوا منك، فإنْ صدَّقوك وآمَنوا بك، آمَنَّا بك، فقَصَّ خبَرَهم، فلمَّا كان الغدُ غدا عليهم رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بالكتائبِ فحصَرَهم، فقال لهم: إنَّكم واللهِ لا تَأمَنونَ عِندي إلَّا بعهدٍ تُعاهِدوني عليه، فأَبَوْا أنْ يُعطوه عهدًا، فقاتَلَهم يومَهم ذلك، ثمَّ غدا الغدَ على بَني قُرَيظةَ بالكتائبِ، وترَكَ بَني النَّضيرِ، ودعاهُم إلى أنْ يُعاهِدوه، فعاهَدوه؛ فانصرَفَ عنهم، وغدا على بَني النضيرِ بالكتائبِ، فقاتَلَهم حتى نزَلوا على الجَلاءِ، فجَلَتْ بنو النَّضيرِ واحتَمَلوا ما أقَلَّتِ الإبلُ مِن أمتعتِهم وأبوابِ بيوتِهم وخشبِها، فكان نخلُ بَني النَّضيرِ لرسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- خاصَّةً، أَعطاهُ اللهُ إيَّاها وخصَّه بها، فقال: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ}[٢]”[٣]، والله تعالى أعلم
سورة الحشر الجزء/1
فضل سورة الحشر.. تبدأ سورة الحشر بتسبيح الله أي حمده والثناء عليه وتنزيهه عن النقص -تعالى ربّ العزة عن النقص علواً كبيراً-، وتختتم سورة الحشر بالكلام عن صفات الله تعالى في إثباتٍ لما بدأ به سبحانه من التسبيح .
-ويعود سياق الآية الأخيرة ليؤكد كمال الله سبحانه، وأنّه الخالق والبارئ والمصور، وأنّ له الأسماء الحسنى والصفات العلا، وأنّ جميع الكائنات وجميع المخلوقات في السماوات وفي الأرض تسبّح لله العزيز في أسمائه والحكيم في صفاته
الجزء 1
الله سبحانه وتعالى أخرج الذين جحدوا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، من أهل الكتاب، وهم يهود بني النضير، من مساكنهم التي جاوروا بها المسلمين حول “المدينة”، وذلك أول إخراج لهم من “جزيرة العرب” إلى “الشام”
وَمَآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ مِنۡهُمۡ فَمَآ أَوۡجَفۡتُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ خَيۡلٖ وَلَا رِكَابٖ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُۥ عَلَىٰ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ
(تفسير السعدي)
ثم ذكر من انتقلت إليه أموالهم وأمتعتهم، فقال: ﴿وَمَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ﴾ أي: من أهل هذه القرية، وهم بنو النضير.
﴿فـ﴾ إنكم يا معشر المسلمين ﴿ما أَوْجَفْتُمْ﴾ أي: ما أجلبتم وأسرعتم وحشدتم، ﴿عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ﴾ أي: لم تتعبوا بتحصيلها، لا بأنفسكم ولا بمواشيكم، بل قذف الله في قلوبهم الرعب، فأتتكم صفوا عفوا، ولهذا. قال: ﴿وَلَكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ من تمام قدرته أنه لا يمتنع منه ممتنع، ولا يتعزز من دونه قوي. وتعريف الفيء في اصطلاح الفقهاء: هو ما أخذ من مال الكفار بحق، من غير قتال، كهذا المال الذي فروا وتركوه خوفا من المسلمين، وسمي فيئا، لأنه رجع من الكفار الذين هم غير مستحقين له، إلى المسلمين الذين لهم الحق الأوفر فيه.
-سورة الحشر، آية ٦
سورة الحشر الجزء/2
ورد أنّ سبب نزول سورة الحشر أنّه متعلّقٌ ببني النضير، حيث إنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- لمّا ذهب إلى المدينة المنورة تعاهد معه بنو النضير على ألّا يقاتلوه ولا يقاتلوا معه، فقبل الرسول -عليه السلام- بذلك، وعندما انتصر المسلمين في غزوة بدر على المشركين أيّدوه بني النضير وصدّقوه برسالته، إلّا أنّ هزيمة المسملين في غزوة أحد كانت سبباً في نقض بني النضير لعهدهم مع الرسول عليه الصلاة والسلام، وعادوه، فما كان من النبي -عليه السلام- إلّا محاصرتهم ومصالحتهم على الجلاء من المدينة المنورة.[١]
سوره الحشر جزء٢
يقول تعالى مبينا لمال الفيء وما صفته ؟ وما حكمه ؟ فالفيء : كل مال أخذ من الكفار بغير قتال ولا إيجاف خيل ، ولا ركاب ، كأموال بني النضير هذه ، فإنها مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ، ولا ركاب ، أي : لم يقاتلوا الأعداء فيها بالمبارزة والمصاولة ، بل نزل أولئك من الرعب الذي ألقى الله في قلوبهم من هيبة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأفاءه الله على رسوله ; ولهذا تصرف فيه كما شاء ، فرده على المسلمين في وجوه البر والمصالح التي ذكرها الله ، عز وجل ، في هذه الآيات ، فقال : ( وما أفاء الله على رسوله منهم ) أي : من بني النضير ( فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ) يعني : الإبل ، ( ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير ) أي : هو قدير لا يغالب ولا يمانع ، بل هو القاهر لكل شيء .
سورة الحشر الجزء 2.
.
.
مقاصد سورة الحشر:
عند الحديث عن مقاصد سورة الحشر لا بدَّ من المرور على غزوة بني النضير، فسورة الحشر مرتبطة ارتباطًا وثقًا في هذه الغزوة التي غزاها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وقصَدَ فيها بني النضير في المدينة المنورة، وسورة الحشر سورة مدينة فهي دون شكَّ تهتم بالجانب التشريعي شأنها شأن سائر السور المدنية، والمقصد الرئيس من مقاصد سورة الحشر هو الحديث عن اليهود الذين نقضوا العهد مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فغزاهم وأجلاهم عن المينة المنورة، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ۚ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}[٥]، وقد سمَّى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- هذه السورة بسورة بني النضير أيضًا لأنَّها نزلتْ بهم، ومن مقاصد سورة الحشر أيضًا أنَّه بيَّنت للمسلمين كيفية توزيع الغنائم في الحرب، قال تعالى: {مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ ۚ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[٦]
سورة الحشر الجزء/2
ورد أنّ سبب نزول سورة الحشر أنّه متعلّقٌ ببني النضير، حيث إنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- لمّا ذهب إلى المدينة المنورة تعاهد معه بنو النضير على ألّا يقاتلوه ولا يقاتلوا معه، فقبل الرسول -عليه السلام- بذلك، وعندما انتصر المسلمين في غزوة بدر على المشركين أيّدوه بني النضير وصدّقوه برسالته، إلّا أنّ هزيمة المسملين في غزوة أحد كانت سبباً في نقض بني النضير لعهدهم مع الرسول عليه الصلاة والسلام، وعادوه، فما كان من النبي -عليه السلام- إلّا محاصرتهم ومصالحتهم على الجلاء من الله
الجزء2
الذي أصاب اليهود في الدنيا وما ينتظرهم في الآخرة- لأنهم خالفوا أمر الله وأمر رسوله أشدَّ المخالفة، وحاربوهما وسعَوا في معصيتهما، ومن يخالف الله ورسوله فإن الله شديد العقاب له.
سوره الحشر جزء ٣
القرآن الكريم معجزة خالدة، ومحمد – صلى الله عليه وسلم – رسول من رب العالمين، أيده الله – سبحانه وتعالى – بالمعجزات الدالة على صدقه، ومن ذلك ما أخبر به عمَّا في نفوس اليهود واتفاق المنافقين مع اليهود سرًّا، وعن هزيمة اليهود والمنافقين وخيانة المنافقين لهم قبل أن تقع، وفي ذلك إخبار بالغيب.
من صفات اليهود والمنافقين الجبن، واتخاذ أقوى أدوات القتال؛ من شدة فزعهم من المسلمين، وأنهم يتظاهرون بالتوحد والاتفاق، بينما هم في الحقيقة متفرقون مختلفون في الآراء والأهواء، فعلى المسلمين ألاَّ ينخدعوا بهذا المظهر، وأن يتنبهوا إلى هذه الحقائق في تعاملهم مع يهود هذا العصر
التفسير Tafsir (explication) ابن كثير – Ibn-Katheer
هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ۚ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2)
وقوله : ( هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب ) يعني : يهود بني النضير . قاله ابن عباس ، ومجاهد ، والزهري ، وغير واحد : كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لما قدم المدينة هادنهم وأعطاهم عهدا وذمة ، على ألا يقاتلهم ولا يقاتلوه ، فنقضوا العهد الذي كان بينهم وبينه ، فأحل الله بهم بأسه الذي لا مرد له ، وأنزل عليهم قضاءه الذي لا يصد ، فأجلاهم النبي – صلى الله عليه وسلم – وأخرجهم من حصونهم الحصينة التي ما طمع فيها المسلمون ، وظنوا هم أنها مانعتهم من بأس الله ، فما أغنى عنهم من الله شيئا ، وجاءهم ما لم يكن ببالهم ، وسيرهم رسول الله وأجلاهم من المدينة فكان منهم طائفة ذهبوا إلى أذرعات من أعالي الشام وهي أرض المحشر والمنشر ، ومنهم طائفة ذهبوا إلى خيبر . وكان قد أنزلهم منها على أن لهم ما حملت إبلهم ، فكانوا يخربون ما في بيوتهم من المنقولات التي يمكن أن تحمل معهم ; ولهذا قال : ( يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار ) أي : تفكروا في عاقبة من خالف أمر الله وخالف رسوله ، وكذب كتابه ، كيف يحل به من بأسه المخزي له في الدنيا ، مع ما يدخره له في الآخرة من العذاب الأليم .
قال أبو داود : حدثنا محمد بن داود ، وسفيان ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، عن رجل من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – أن كفار قريش كتبوا إلى ابن أبي ، ومن كان معه يعبد معه الأوثان من الأوس ، والخزرج ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – يومئذ بالمدينة قبل وقعة بدر : إنكم آويتم صاحبنا ، وإنا نقسم بالله لنقاتلنه ، أو لتخرجنه ، أو لنسيرن إليكم بأجمعنا ، حتى نقتل مقاتلتكم ، ونستبيح
سوره الحشر جزء ٣
القرآن الكريم معجزة خالدة، ومحمد – صلى الله عليه وسلم – رسول من رب العالمين، أيده الله – سبحانه وتعالى – بالمعجزات الدالة على صدقه، ومن ذلك ما أخبر به عمَّا في نفوس اليهود واتفاق المنافقين مع اليهود سرًّا، وعن هزيمة اليهود والمنافقين وخيانة المنافقين لهم قبل أن تقع، وفي ذلك إخبار بالغيب.
من صفات اليهود والمنافقين الجبن، واتخاذ أقوى أدوات القتال؛ من شدة فزعهم من المسلمين، وأنهم يتظاهرون بالتوحد والاتفاق، بينما هم في الحقيقة متفرقون مختلفون في الآراء والأهواء، فعلى المسلمين ألاَّ ينخدعوا بهذا المظهر، وأن يتنبهوا إلى هذه الحقائق في تعاملهم مع يهود هذا العصر
يوم الأربعاء 24 فبراير
سورة الحشر/3
الكلام عن حادثة الحشر ومعاقبة بني النضير من اليهود. الكلام عن خروج بني النضير، وتشتتهم وابتعادهم عن المدينة. نسبة إخراج بني النضير إلى الله سبحانه وتعالى وإلى تقدير الله. بيان مصير من يشاقق الله تعالى ويعصيه ويتحدّاه. بيان استقرار قلوب المؤمنين واطمئنانها بنصر الله للحق. الكلام عن حكم الفيء الذي أفاء به الله سبحانه وتعالى على المؤمنين. الكلام عن أهم ملامح شخصيّة التابعين، ودعائهم لمن سبقهم بالإيمان.
سورة الحشر الحزء 3
.
.
وقد سردَتْ هذه السورة المباركة أيضًا صفات المنافقين وشبَّهتْ بينهم وبين الشيطان الرجيم في الخبث والعداء والبُغض، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}[٧]، وقد اختتمتْ هذه السورة المباركة بالتسبيح والذكر، حيث حملتْ الآيات الأخيرة أسماء الله الحسنى، قال تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۖ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[٨]، والله تعالى أعلم.[٩]
الجزء 3
لا يواجهكم اليهود بقتال مجتمعين إلا في قرى محصنة بالأسوار والخنادق، أو من خلف الحيطان، عداوتهم فيما بينهم شديدة، تظن أنهم مجتمعون على كلمة واحدة، ولكن قلوبهم متفرقة؛ وذلك بسبب أنهم قوم لا يعقلون أمر الله ولا يتدبرون آياته.
الجزء 4
لا يواجهكم اليهود بقتال مجتمعين إلا في قرى محصنة بالأسوار والخنادق، أو من خلف الحيطان، عداوتهم فيما بينهم شديدة، تظن أنهم مجتمعون على كلمة واحدة، ولكن قلوبهم متفرقة؛ وذلك بسبب أنهم قوم لا يعقلون أمر الله ولا يتدبرون آياته.
سوره الحشر الجزء ٤
يخبر تعالى عن المنافقين كعبد اللّه بن أبيّ وأضرابه، حين بعثوا إلى يهود بني النضير، يعدونهم النصر من أنفسهم، لكاذبون فيما وعدوهم به، ولهذا قال تعالى: { ولئن قوتلوا لا ينصرونهم} أي لا يقاتلون معهم، اي قاتلوا معهم ، وهذه بشارة مستقلة بنفسها. ثم قال أي يخافون منكم أكثر من خوفهم من اللّه، ولهذا قال تعالى: { ذلك بأنهم قوم لا يفقهون} ، ثم قال يعني أنهم من جبنهم وهلعهم، لا يقدرون على مواجهة جيش الإسلام، بل إما في حصون أو من وراء جدر محاصرين، فيقاتلون للدفع عنهم ضرورة، ثم قال تعالى أي عداوتهم فيما بينهم شديدة كما قال تعالى، ولهذا قال تعالى أي تراهم مجتمعين فتحسبهم مؤتلفين، وهم مختلفون غاية الاختلاف، قال إبراهيم النخعي: يعني أهل الكتاب والمنافقين ، قال مجاهد والسدي: يعني كمثل ما أصاب كفار قريش يوم بدر، وقال ابن عباس: كمثل الذين من قبلهم يعني يهود بني قينقاع، وهذا القول أشبه بالصواب، فإن يهود بني قينقاع كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد أجلاهم قبل هذا. وقوله يعني مثل هؤلاء اليهود في اغترارهم بالذين وعدوهم النصر من المنافقين، كمثل الشيطان إذ سوّل للإنسان الكفر ثم تبرأ منه وتنصل . روى ابن جرير، عن عبد اللّه بن مسعود في قال: كانت امرأة ترعى الغنم، وكان لها أربعة إخوة، وكانت تأوي بالليل إلى صومعة راهب، قال: فنزل الراهب ففجَر بها، فحملت، فأتاه الشيطان فقال له اقتلها ثم ادفنها، فإنك رجل مصدق يسمع قولك، فقتلها ثم دفنها، وقال: فأتى الشيطان إخوتها في المنام، فقال لهم: إن الراهب صاحب الصومعة فجَر بأُختكم فلما أحبلها قتلها ثم دفنها في مكان كذا وكذا، فلما أصبحوا قال رجل منهم: واللّه لقد رأيت البارحة رؤيا ما أدري أقصها عليكم أم أترك؟ قالوا: بل قصها علينا، قال، فقصها؛ فقال الآخر: وأنا واللّه قد رأيت ذلك، فقال الآخر: وأنا واللّه رأيت ذلك، قالوا فواللّه ما هذا إلا لشيء. قال، فانطلقوا، فاستَعْدُوا ملكهم على ذلك الراهب، فأتوه فأنزلوه، ثم انطلقوا به، فلقيه الشيطان فقال: إني أنا الذي أوقعتك في هذا ولن ينجيك منه غيري، فاسجد لي واحدة وأنجيك مما أوقعتك فيه، قال، فسجد له، فلما أتوا به ملكهم تبرأ منه وأخذ فقتل، واشتهر عند كثير من الناس أن هذا العابد هو برصيصا فاللّه أعلم. وقوله تعالى: { فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها} أي فكان عاقبة الأمر بالكفر مصيرهما إلى نار جهنم خالدين فيها أي جزاء كل ظالم.
سورة الحشر الجزء 4.
.
.
سبب تسمية سورة الحشر في ختام ما وردَ من مقاصد سورة الحشر وفضلها وسبب نزولها، لا بدَّ من الإشارة إنَّ هذه السورة تُسمَّى أيضًا بسورة النضير، ففي صحيح البخاري إنَّ سعيد بن جبير قال: “قُلتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا-: سُورَةُ الحَشْرِ، قالَ: قُلْ: سُورَةُ النَّضِيرِ”[١٣]، وقد سُمِّيت سورة النضير لأنَّها نزلتْ في بني النضير، وسُمِّيت هذه السورة بسورة الحشر لأنَها ذكرت كيف أنَّ الله تعالى حشر يهود بني النضير خارج المدينة المنورة، وهو الذي يحشر الناس يوم الحساب، والله تعالى أعلم.[١٤]
سورة الحشر الجزء/4
ذكر الله -سبحانه- كثيرًا مما من شأنه أن يرقى بالنّفس الإنسانيّة المسلمة خلال هذه السّورة، ومن ذلك:[١١] دعوة عباد الله لكي يذكروا الله سباحانه وينزّهوه عمّا عمَدَ إليه بعضهم، وذِكر أنّ كلّ ما في السّماوات والأرض من أمورٍ دالّ على تنزيه الله جلّ وعلا. طمأنة المسلمين وطمس إرادة المافرين، وذلك بذِكر أنّ كلّ شيء موجود في الكَون إنّمَا هو ملك لله سبحانه، وأنّ الله هو الغالب المدبّر، فلا المؤمن قاصرٌ عمّا كُتِبَ له ولا الكافر قادرٌ على ما خُطّ له! ذكرُ نِعَم الله على المسلمين بأنّه أجلى الظّالمين من يهود النّضير على ما معهم من عتادٍ وقوّة، وي كأنّه وعدٌٌ لكلّ من اتّبع النّهج القويم أنّ التّمكين سيكون له ولو بعد حين كما كان التّمكين لأصحاب بدرٍ بعد حين؛ فتطمأنّ لأجل ذلك نفوس المسلمين، وفيه أنّ القوّة إنّما تكون بالاتّصال بالله -سبحانه- وليست بعدّة ولا عتاد؛ وذلك ليتّصل الإنسان بربّه.