هنا نستقبل مشاركات الكبار لاستنباط فائدة يمكننا ان نطبقها في الحياة
من خلال قراءتك للاية وقصتها
شاهد أيضاً
الدرس الثاني : أساسيات القراءة الصحيحة والكلام العربي الفصيح ( خاص بدورة نفائس الجمان في تجويد القران )
الدرس الثاني : ✨✨📝ماهي أساسيات القراءة الصحيحة والكلام العربي الفصيح✨✨ لها ركنان هامان ، وهذان …
سورة المجادلة الجزء/1
نزلت الآيات الكريمة في مطلع سورة المجادلة في أمر خولة بنت ثعلبة وزوجها أوس بن الصامت -رضي الله عنهما-، حيث جاءتْ زوجته تشتكي للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- من زوجها أنّه يظاهرها بقوله: أنت عليّ كظهر أمي، وكان أوس رجل به لمَم؛ فإذا حضر لممه ظاهر منها، فأتت النبي الكريم تستفتيه في ذلك، وهي تشكي أمرها إلى الله -تعالى-، فأنزل الله على إثرها: (قَدْ سَمِعَ)، وقد جاء في الرّواية عن عائشة -رضي الله عنها- في سبب نزول مطلع سورة المجادلة قولها: (الحمدُ للهِ الذي وسِعَ سمعُه الأصواتَ، لقَد جاءتِ المُجادلةُ إلى رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- تُكَلِّمُه في جانبِ البيتِ ما أسمعُ ما تَقولُ فأنزلَ اللَّهُ -عزَّ وجلَّ-: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ)،[٢][٣] وفي روايةٍ أخرى تنقل السيدة عائشة ما سمعته من خولة بنت ثعلبة تقول لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (يا رسولَ اللهِ أكل شبابي، ونثرتُ له بطني، حتى إذا كبرتْ سِنِّي، وانقطع له ولدي، ظاهَر مِنِّي، اللهمَّ إني أشكو إليك، قالت عائشةُ: فما برِحتْ حتى نزل جبريلُ -عليه السلامُ- بهؤلاء الآياتِ: قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا).[٤][٥]
سورة المجادله جزء / 1
” قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير ”
فد سمع الله قول خولة بنت ثعلبة التي تراجعت في شأن زوجها أوس بن الصامت, وفيما صدر عنه في حقها من الظهار , وهو قوله لها: ” أنت علي كظهر أمي ” , أي: في حرمة النكاح , وهي تتضرع إلى الله تعالى; لتفريج كربتها , والله يسمع تخاطبهما ومراجعتكما.
إن الله سميع لكل قول , بصير بكل شيء , لا تخفى عليه خافية
الذين يظاههون منكم من نسائهم , فيقول الرجل منهم لزوجته: ” أنت علي كظهر أمي ” , أي في حرمة النكاح- لسن في الحقيقة أمهاتهم, إنما هن زوجاتهم, ما أمهاتهم إلا اللائي يلدنهم.
إن هؤلاء المظاهرين ليقولن قولا كاذبا فظيعا لا تعرف صحته.
إن الله لعفو غفور عمن صدر منه بعض المخالفات , فتداركها بالتوبة النصوح.
” والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير ”
والذين يحرمون نساءهم على أنفسهم بالمظافرة منهن, ثم يرجعون عن قولهم ويعزمون على وطء نسائهم , فعلى الزوج المظاهر- والحالة هذه- كفارة التحريم , وهي عتق رقبة مؤمنة عبد أو أمة قبل أن يطأ زوجته التي ظاهر منها , ذلكم هو حكم الله فيمن ظاهر من زوجه توعظون به , أيها المؤمنون; لكي لا تقعوا في الظهار وقول الزور , وتكفروا إن وقعتم فيه , ولكي لا تعودوا إليه , والله لا يخفى عليه شيء من أعمالكم , وهو مجازيكم عليها.
{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)}
قد سمع الله قول خولة بنت ثعلبة التي تراجعت في شأن زوجها أوس بن الصامت، وفيما صدر عنه في حقها من الظِّهار، وهو قوله لها: أنت عليَّ كظهر أمي، أي: في حرمة النكاح، وهي تتضرع إلى الله تعالى؛ لتفريج كربتها، والله يسمع تخاطبكما ومراجعتكما. إن الله سميع لكل قول، بصير بكل شيء، لا تخفى عليه خافية.
{الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنْ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2)}
الذين يُظاهرون منكم من نسائهم، فيقول الرجل منهم لزوجته: أنت عليَّ كظهر أمي- أي في حرمة النكاح- قد عصوا الله وخالفوا الشرع، ونساؤهم لَسْنَ في الحقيقة أمهاتهم، إنما هن زوجاتهم، ما أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم. وإن هؤلاء المظاهِرين ليقولون قولا كاذبًا فظيعًا لا تُعرف صحته. وإن الله لعفو غفور عمَّن صدر منه بعض المخالفات، فتداركها بالتوبة النصوح
سورة المجادلة جزء 1
.
.
سورة المجادلة من السّور المدنيّة التي نزلت على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في المدينة المنوّرة، أو بعبارةٍ أكثر دقّةٍ نزلت بعد هجرة النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- مع أصحابه الكرام من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة، وهي السّورة الثامنة والخمسين في ترتيب المصحف العثمانيّ، عدد آياتها 22 آية، نزلت بعد سورة المنافقون، وتتميّز السّور بكونها تورد لفظ الجلالة في جميع آياتها، وسمّيت بالمجادلة نظرًا لمضمون السّورة التي نزلت بمجادلة امرأة أوس بن الصامت لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهي خولة بنت ثعلبة، وتمحور مضمونها حول الأحكام التشريعية في الظهار وكفارتها، وآداب المجالس وغيرها، وسيتمّ الحديث حول التأملات في سورة المجادلة، واللمسات البيانية التي تناولتها هذه السورة
الجزء 1
قد سمع الله قول خولة بنت ثعلبة التي تراجعت في شأن زوجها أوس بن الصامت، وفيما صدر عنه في حقها من الظِّهار، وهو قوله لها: “أنت عليَّ كظهر أمي”، أي: في حرمة النكاح، وهي تتضرع إلى الله تعالى؛ لتفريج كربتها، والله يسمع تخاطبكما ومراجعتكما. إن الله سميع لكل قول، بصير بكل شيء، لا تخفى عليه خافية.
سورة المجادلة الجزء/2
من فوائد سورة المجادلة أنها تُعرفنا بأن كفارة من ظاهر امرأته تحرير رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا، كما أنَّ على المسلم التوبة من هذا الفعل وعدم العودة إليه أبدًا، حيث قال تعالى: {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ ۖ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ۚ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ * وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۚ ذَٰلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۖ فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ۚ ذَٰلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
بسم اللّه الـرحمـن الـرحيم.
السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاتة
فنزلت الآية في الطائفتين ﴿وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ﴾ كانت اليهود يأتون رسول الله ﷺ فيقولون: السام عليك يا محمد بدلاً من السلام عليكم. والسام: الموت. وهو ما أرادوه بقولهم، وكان رسول الله ﷺ يقول لهم: وعليكم. فسمعتهم عائشة يوماً فقالت: بل عليكم السام واللعنة، فقال رسول الله ﷺ: مهلاً يا عائشة إن الله يكره الفحش والتفحش فقالت: أما سمعت ما قالوا؟ قال: أما سمعت ما قلت لهم إني قلت: وعليكم
– ألم تر – أيها الرسول – إلى اليهود الذين كانوا يتناجون إذا رأوا مؤمنًا، فنهاهم الله عن النجوى، ثم هم يرجعون إلى ما نهاهم الله عنه، ويتناجون فيما بينهم بما فيه إثم مثل اغتياب المؤمنين، وبما فيه عدوان عليهم، وبما فيه معصية للرسول، وإذا جاؤوك – أيها الرسول – حَيَّوْك بتحية لم يُحَيِّك الله بها، وهي قولهم: السّام عليك يقصدون الموت، ويقولون تكذيبًا للنبي ﷺ: هلَّا يعذبنا الله بما نقول، إذ لو كان صادقًا في دعواه أنه نبي لعذبنا الله بما نقول فيه! كافيهم جهنم عقابًا على ما قالوه، يعانون حرّها، فقبح المصير مصيرهم
الجزء2
إن الذين يشاقون الله ورسوله ويخالفون أمرهما خُذِلوا وأُهينوا، كما خُذِل الذين من قبلهم من الأمم الذين حادُّوا الله ورسله، وقد أنزلنا آيات واضحات الحُجَّة تدل على أن شرع الله وحدوده حق، ولجاحدي تلك الآيات عذاب مُذلٌّ في جهنم.
الجزء /٢
لا تجد- يا محمد- قوما يصدقون بالله واليوم الآخر , ويعملون بما شرع الله لهم, يحبون ويوالون من عادى الله ورسوله وخالف أمرهما, ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو أقرباءهم , أولئك الموالون في الله والمعاندون فيه كتب في قلوبهم الإيمان, وقواهم بنصر منه وتأييد على عدوهم في الدنيا , ويدخلهم في الآخرة جنات تجري من تحت الأنهار, ماكثين فيها زمانا ممتدا لا ينقطع , أحل الله عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم, ورضوا عن ربهم بما أعطاهم من الكرامات يرفع الدرجات, أولئك حزب الله وأولياؤه, وأولئك هم المفلحون
سورة المجادلة الجزء 2
.
.
تأملات في سورة المجادلة:
الحديث عمّا ذكر أهل العلم في إعجاز القرآن الكريم، يصل للخوض فيما فتح الدكتور فاضل السامرائي لنفسه من الأبواب في دراسة الإعجاز البياني للقرآن الكريم، ومن خلال خوض أبحاثه في هذا المجال، كان له بعضًا من التأملات في سورة المجادلة واللمسات البيانية فيها، تأتيكم كما وردت عنه تباعًا فيما يأتي: اللمسة البيانية في تكرار لفظ الجلالة {الله} في جميع آيات السّورة، على خلاف باقي السّور، وعلى الرغم من وجود سور أطول من هذه السّورة لم يذكر فيها لفظ الجلالة، بعيدًا عن ذكر أحد صفاته العظيمة -سبحانه وتعالى-، وذلك لما تقتضيه مضامين الآيات من ذكر لله -جلّ في علاه-.[٢] في قوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم
سورة المجادلة الجزء/2
من فوائد سورة المجادلة أنها تُعرفنا بأن كفارة من ظاهر امرأته تحرير رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا، كما أنَّ على المسلم التوبة من هذا الفعل وعدم العودة إليه أبدًا، حيث قال تعالى: {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ ۖ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ۚ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ * وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۚ ذَٰلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۖ فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ۚ ذَٰلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۗ وَلِلْكَافِرِينَ
سورة المجادله جزء/٣
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، إذا أردتم أن تُكلِّموا رسول الله صلى الله عليه وسلم سرًّا بينكم وبينه، فقدِّموا قبل ذلك صدقة لأهل الحاجة، ذلك خير لكم لما فيه من الثواب، وأزكى لقلوبكم من المآثم، فإن لم تجدوا ما تتصدقون به فلا حرج عليكم؛ فإن الله غفور لعباده المؤمنين، رحيم بهم.
يأمر تعالى المؤمنين بالصدقة، أمام مناجاة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم تأديبا لهم وتعليما، وتعظيما للرسول صلى الله عليه وسلم، فإن هذا التعظيم، خير للمؤمنين وأطهر و بذلك يكثر خيركم وأجركم، وتحصل لكم الطهارة من الأدناس، التي من جملتها ترك احترام الرسول صلى الله عليه وسلم والأدب معه بكثرة المناجاة التي لا ثمرة تحتها.
سورة المجادله جزء/٣
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، إذا أردتم أن تُكلِّموا رسول الله صلى الله عليه وسلم سرًّا بينكم وبينه، فقدِّموا قبل ذلك صدقة لأهل الحاجة، ذلك خير لكم لما فيه من الثواب، وأزكى لقلوبكم من المآثم، فإن لم تجدوا ما تتصدقون به فلا حرج عليكم؛ فإن الله غفور لعباده المؤمنين، رحيم بهم.
يأمر تعالى المؤمنين بالصدقة، أمام مناجاة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم تأديبا لهم وتعليما، وتعظيما للرسول صلى الله عليه وسلم، فإن هذا التعظيم، خير للمؤمنين
بسم آللّه الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاتة
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، إذا أردتم أن تُكلِّموا رسول الله ﷺ سرًّا بينكم وبينه، فقدِّموا قبل ذلك صدقة لأهل الحاجة، ذلك خير لكم لما فيه من الثواب، وأزكى لقلوبكم من المآثم، فإن لم تجدوا ما تتصدقون به فلا حرج عليكم؛ فإن الله غفور لعباده المؤمنين، رحيم بهم.
– أخشيتم الفقر إذا قدَّمتم صدقة قبل مناجاتكم رسول الله؟ فإذْ لم تفعلوا ما أُمرتم به، وتاب الله عليكم، ورخَّص لكم في ألّا تفعلوه، فاثبتوا وداوموا على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله في كل ما أُمرتم به، والله سبحانه خبير بأعمالكم، ومجازيكم عليها.
– لما أكثر الصحابة من مناجاة النبي ﷺ، قال الله: يا أيها الذين آمنوا إذا أردتم مُسارَّة الرسول فقدموا بين يدي مُسارَّتكم صدقة، ذلك التقديم للصدقة خير لكم وأطهر، لما فيه من طاعة الله التي تزكي القلوب، فإن لم تجدوا ما تتصدقون به فلا حرج عليكم في مُسارَّته، فإن الله غفور لذنوب عباده، رحيم بهم حيث لم يكلفهم إلا ما في وسعهم.
_ أخِفْتم الفقر بسبب تقديم الصدقة إذا ناجيتم الرسول؟! فإذ لم تفعلوا ما أمر الله به منها، وتاب عليكم حيث رخص لكم في تركها فَأْتُوا بالصلاة على أكمل وجه، وأعطوا زكاة أموالكم، وأطيعوا الله ورسوله، والله خبير بما تعملون، لا يخفى عليه شيء من أعمالكم، وسيجازيكم عليها
سورة المجادلة/3
الفائدة الثالثة: الورع والخوف من الله عز وجلً:
كان موقف خولة رضي الله عنها عندما حكت عن زوجها عندما خرج وعاد, فقالت: ثم
دخل علي وهو يريدني, فقالت: قلت: كلا: والذي نفس خولة بيده لا تخلص الًي
وقد قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه…
تدبري أختي اخداث الواقعة والملابسات الداخلية التي حدثت بين الزوجين.
ثم قارني بين سلوك زوجها وسلوكها الراقي الذي استوعب أخطاء الرجل من اجل عدم الوقوع فيما يغضب الله تعالى.
ثم تأملوا كيف فقهت أن طاعة الزوج لها حدوود؟؟ وهي طاعة مبصرة في غير معصية الله تعالى.
ثم سرعة تصرفها وحكمتها في وجوب الإسراع في حل تلك المشكلة العائلية من اجل المحافظة على كيان الأسرة.
سورة المجادلة الجزء 3
.
.
سرد التأملات في سورة المجادلة يقتضي معرفة هذه المجادلة وقصّتها، وهي خولة بنت ثعلبة زوجة أوس بن الصامت، وقد حصل بينهما خلافٌ شديد، وقال لها زوجها: “أنتِ عليَّ كظهر أمّي”، وهو بمعنى القسم الذي يحرمّها به على نفسه، فلا يقربها ولا يجامعها، وذهبت خولة إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- تشكو إليه حالها ممّا تلقاه من سوءٍ من زوجها، وقد روت خولة بنت ثعلبة: “جلَسْتُ بينَ يدَيهِ فذكَرْتُ له ما لقيتُ منه فجعَلْتُ أشكو إليه ما ألقى مِن سوءِ خُلُقِه، قالت: فجعَل رسولُ اللهِ يقولُ: يا خُوَيلةُ ابنُ عمِّكِ شيخٌ كبيرٌ فاتَّقي اللهَ فيه، قالت: فواللهِ ما برِحْتُ حتَّى نزَل القرآنُ فتغشَّى رسولَ اللهِ ما كان يغشاه ثمَّ سُرِّي عنه، فقال: يا خُويلةُ قد أنزَل اللهُ -جلَّ وعلا- فيكِ وفي صاحبِك، قالت: ثمَّ قرَأ عليَّ: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ}”.[٥][٦]
الجزء3
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، إذا أردتم أن تُكلِّموا رسول الله صلى الله عليه وسلم سرًّا بينكم وبينه، فقدِّموا قبل ذلك صدقة لأهل الحاجة، ذلك خير لكم لما فيه من الثواب، وأزكى لقلوبكم من المآثم، فإن لم تجدوا ما تتصدقون به فلا حرج عليكم؛ فإن الله غفور لعباده المؤمنين، رحيم بهم.