هنا نستقبل مشاركات الكبار لاستنباط فائدة يمكننا ان نطبقها في الحياة
من خلال قراءتك للاية وقصتها
شاهد أيضاً
الدرس الثاني : أساسيات القراءة الصحيحة والكلام العربي الفصيح ( خاص بدورة نفائس الجمان في تجويد القران )
الدرس الثاني : ✨✨📝ماهي أساسيات القراءة الصحيحة والكلام العربي الفصيح✨✨ لها ركنان هامان ، وهذان …
الجزء ٢ أَفَرَأَيْتُمْ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى (20)
أفرأيتم- أيها المشركون- هذه الآلهة التي تعبدونها: اللات والعزَّى ومناة الثالثة الأخرى, هل نفعت أو ضرَّت حتى تكون شركاء لله؟
أَلَكُمْ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى (21) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ الْهُدَى (23)
أتجعلون لكم الذَّكر الذي ترضونه, وتجعلون لله بزعمكم الأنثى التي لا ترضونها لأنفسكم؟ تلك إذًا قسمة جائرة. ما هذه الأوثان إلا أسماء ليس لها من أوصاف الكمال شيء, إنما هي أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم بمقتضى أهوائكم الباطلة, ما أنزل الله بها مِن حجة تصدق دعواكم فيها. ما يتبع هؤلاء المشركون إلا الظن, وهوى أنفسهم المنحرفة عن الفطرة السليمة, ولقد جاءهم من ربهم على لسان النبي صلى الله عليه وسلم, ما فيه هدايتهم, فما انتفعوا به.
أَ الجزء ٢ من سورة النجم فَرَأَيْتُمْ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى (20)
أفرأيتم- أيها المشركون- هذه الآلهة التي تعبدونها: اللات والعزَّى ومناة الثالثة الأخرى, هل نفعت أو ضرَّت حتى تكون شركاء لله؟
أَلَكُمْ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى (21) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ الْهُدَى (23)
أتجعلون لكم الذَّكر الذي ترضونه, وتجعلون لله بزعمكم الأنثى التي لا ترضونها لأنفسكم؟ تلك إذًا قسمة جائرة. ما هذه الأوثان إلا أسماء ليس لها من أوصاف الكمال شيء, إنما هي أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم بمقتضى أهوائكم الباطلة, ما أنزل الله بها مِن حجة تصدق دعواكم فيها. ما يتبع هؤلاء المشركون إلا الظن, وهوى أنفسهم المنحرفة عن الفطرة السليمة, ولقد جاءهم من ربهم على لسان النبي صلى الله عليه وسلم, ما فيه هدايتهم, فما انتفعوا به.
بسم اللّه الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاتة
(الحلقـة ١٤٣) سورة النـجم
تفسير سورة النجم وهي مكية .
قال البخاري : حدثنا نصر بن علي ، أخبرني أبو أحمد ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الأسود بن يزيد ، عن عبد اللّه قال : أول سورة أنزلت فيها سجدة : ( والنجم ) ، قال : فسجد رسول الله – صلى اللّه عليه وسلم – وسجد من خلفه ، إلا رجلا رأيته أخذ كفا من تراب فسجد عليه ، فرأيته بعد ذلك قتل كافرا ، وهو أمية بن خلف .
وقد رواه البخاري أيضا في مواضع ، ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي ، من طرق ، عن أبي إسحاق ، به . وقوله في الممتنع : إنه أمية بن خلف في هذه الرواية مشكل ، فإنه قد جاء من غير هذه الطريق أنه عتبة بن ربيعة .
قال الشعبي وغيره : الخالق يقسم بما شاء من خلقه ، والمخلوق لا ينبغي له أن يقسم إلا بالخالق . رواه ابن أبي حاتم
لقد بدأت سورة النّجم بالقسم بالنّجم الذي هوى، وفسّر بعض المفسّرين “هوى” بمعنى سجد للّه تعالى ليتناسب مع جلال الموقف في قصّة المعارج، ثمّ كان من جواب القسم قوله تعالى: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى}،وسيكون الحديث هنا حول اللّمسات البيانية والتأملات في سورة النجم في الآيتين: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى}،حيث نفى اللّه تعالى الضّلالة والغواية عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم- بالفعلين “ضلّ وغوى بالماضي، ما ضلّ وما غوى، وفي الآية التّالية نفى اللّه تعالى عن رسوله -صلّى اللّه عليه وسلّم- النّطق عن الهوى بالمضارع، فالمضارع يفيد الاستمرار من الحاضر إلى المستقبل، فلو قال: “ما نطق عن الهوى”، لكان المعنى نفي الهوى عنه في الماضي فقط، واحتماله في المستقبل، ولذلك فقد نفى الباري سبحانه عن الرّسول -صلّى اللّه عليه وسلّم- الضّلال والغواية في الماضي، ونفى عنه النّطق عن الهوى في الحاضر والمستقبل، فالرّسول محمّد -صلّى اللّه عليه وسلّم- منفيّ عنه الضّلال والغواية في السّلوك فيما مضى وفي الحاضر وفي المستقبل
قال عبد اللّه بن مسعود في هذه الآية : ( فكان قاب قوسين أو أدنى ) ، قال : قال رسول اللّه – صلى الله عليه وسلم – : ” رأيت جبريل له ستمائة جناح ” .
وقال ابن وهب : حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة ، عن عائشة قالت : كان أول شأن رسول اللّه – صلى اللّه عليه وسلم – أنه رأى في منامه جبريل بأجياد ، ثم إنه خرج ليقضي حاجته فصرخ به جبريل : يا محمد يا محمد . فنظر رسول اللّه – صلى اللّه عليه وسلم – يمينا وشمالا فلم ير شيئا – ثلاثا – ثم رفع بصره فإذا هو ثان إحدى رجليه مع الأخرى على أفق السماء فقال : يا محمد ، جبريل ، جبريل – يسكنه – فهرب النبي – صلى اللّه عليه وسلم – حتى دخل في الناس ، فنظر فلم ير شيئا ، ثم خرج من الناس ، ثم نظر فرآه ، فدخل في الناس فلم ير شيئا ، ثم خرج فنظر فرآه
سوره النجم جزء١
أقسم الله تعالى بالثريا إذا غابت,
ما حاد محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق الهداية والحق, وما خرج عن الرشاد, بل هو في غاية الاستقامة والاعتدال والسداد,
وليس نطقه صادرا عن هوى نفسه.
ما القرإن وما السنة إلا وحي من الله إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
علم محمدا صلى الله عليه وسلم ملك شديد القوة,
ذو منظر حسن, وهو جبريل عليه السلام, الذي ظهر واستوى على صورة الحقيقية للرسول صلى الله عليه وسلم في الأفق الأعلى,
وهو أفق الشمس عند مطلعها,
ثم دنا جبريل من الرسول صلى الله عليه وسلم, فزاد في القرب,
فكان دنوه مقدار قوسين أو أقرب من ذلك.
فأوحى الله سبحانه وتعالى إلى عبده محمد صلى الله عليه وسلم ما أوحى بوساطة جبريل عليه السلام
ما كذب قلب محمد صلى الله عليه وسلم ما رآه بصره.
أتكذبون محمدا صلى الله عليه وسلم, فتجادلونه على ما يراه ويشاهده من أيات ربه؟
ولقد رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل مرة أخرى
عند سدرة المنتهى- شجرة نبق- وهي في السماء السابعة, ينتهي إليها ما يعرج به من الأرض, وينتهي إليها ما يهبط به من فوقها,
عندها جنة المأوى التي وعد بها المتقون
سورة النجم الجزء 1
.
.
موافقة أول السورة لآخرها:
بدأت السورة بقوله تعالى: (وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ (١) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ) صدق الله العظيم، (أي: إذا سجى).
وختمت بقوله تعالى: (فَٱسۡجُدُوا۟ لِلَّهِ وَٱعۡبُدُوا۟ ۩ (٦٢)) صدق الله العظيم، والسبب بيان وجوب الاستسلام والخضوع للوحي الذي ينزل على الأنبياء من عند الله سبحانه وتعالى.
الجزء 1
أقسم الله تعالى بالنجوم إذا غابت، ما حاد محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق الهداية والحق، وما خرج عن الرشاد، بل هو في غاية الاستقامة والاعتدال والسداد، وليس نطقه صادرًا عن هوى نفسه. ما القرآن وما السنة إلا وحي من الله إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
بسم اللّه الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاتة
(الحلقـة ١٤٤) سورة النـجم
أفرأيتم -أيها المشركون- هذه الآلهة التي تعبدونها: اللات والعزّى ومناة الثالثة الأخرى، هل نفعت أو ضرَّت حتى تكون شركاء لله؟
عن حميد بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” من حلف فقال في حلفه : واللات والعزى ، فليقل : لا إله إلا الله . ومن قال لصاحبه : تعال أقامرك ، فليتصدق ” .
وهذا محمول على من سبق لسانه في ذلك ، كما كانت ألسنتهم قد اعتادته في زمن الجاهلية ، كما قال النسائي : أخبرنا أحمد بن بكار وعبد الحميد بن محمد قالا : حدثنا مخلد ، حدثنا يونس ، عن أبيه ، حدثني مصعب بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه قال : حلفت باللات والعزى ، فقال لي أصحابي : بئس ما قلت ! قلت هجرا ! فأتيت رسول صلى الله عليه سلم ، فذكرت ذلك له ، فقال : ” قل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير . وانفث عن شمالك ثلاثا ، وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ثم لا تعد ” .
وأما ” مناة ” فكانت بالمشلل – عند قديد ، بين مكة والمدينة – وكانت خزاعة والأوس والخزرج في جاهليتها يعظمونها ، ويهلون منها للحج إلى الكعبة . وروى البخاري عن عائشة نحوه . وقد كانت بجزيرة العرب وغيرها طواغيت أخر تعظمها العرب كتعظيم الكعبة غير هذه الثلاثة التي نص عليها في كتابه العزيز ، وإنما أفرد هذه بالذكر ؛ لأنها أشهر من غيرها
الجزء2
أفرأيتم- أيها المشركون- هذه الآلهة التي تعبدونها: اللات والعزَّى ومناة الثالثة الأخرى، هل نفعت أو ضرَّت حتى تكون شركاء لله؟
(ألكم الذكر وله الأنثى)
أتجعلون لكم الذَّكر الذي ترضونه، وتجعلون لله بزعمكم الأنثى التي لا ترضونها لأنفسكم؟ تلك إذًا قسمة جائرة. ما هذه الأوثان إلا أسماء ليس لها من أوصاف الكمال شيء، إنما هي أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم بمقتضى أهوائكم الباطلة، ما أنزل الله بها مِن حجة تصدق دعواكم فيها. ما يتبع هؤلاء المشركون إلا الظن، وهوى أنفسهم المنحرفة عن الفطرة السليمة، ولقد جاءهم من ربهم على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، ما فيه هدايتهم، فما انتفعوا به.
سورة النجم الجزء 2
.
.
تأملات في سورة النجم :
لقد بدأت سورة النّجم بالقسم بالنّجم الذي هوى، وفسّر بعض المفسّرين “هوى” بمعنى سجد لله تعالى ليتناسب مع جلال الموقف في قصّة المعارج، ثمّ كان من جواب القسم قوله تعالى: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى}،[٤]وسيكون الحديث هنا حول اللّمسات البيانية والتأملات في سورة النجم في الآيتين: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى}،[٤]حيث نفى الله تعالى الضّلالة والغواية عن النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- بالفعلين “ضلّ وغوى بالماضي، ما ضلّ وما غوى، وفي الآية التّالية نفى الله تعالى عن رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- النّطق عن الهوى بالمضارع، فالمضارع يفيد الاستمرار من الحاضر إلى المستقبل، فلو قال: “ما نطق عن الهوى”، لكان المعنى نفي الهوى عنه في الماضي فقط، واحتماله في المستقبل، ولذلك فقد نفى الباري سبحانه عن الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- الضّلال والغواية في الماضي، ونفى عنه النّطق عن الهوى في الحاضر والمستقبل، فالرّسول محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- منفيّ عنه الضّلال والغواية في السّلوك فيما مضى وفي الحاضر وفي المستقبل.[٥]
سوره النجم جزء ٢
فرأيتم- أيها المشركون هذه الألهة التي تعبدونها: اللات والعزى
ومناة الثالثة الأخرى, هل نفعت أو ضرت حتى تكون شركاء لله؟
أتجعلون لكم الذكر الذي ترضونه, تجعلون لله بزعمكم الأنثى التي لا ترضونها لأنفسكم
تلك إذن قسمة جائرة
ما هذه الأوثان إلا أسماء ليس لها من أوصاف الكمال شيء, إنما هي أسماء سميتموها أنتم وآبائكم بمقتضى أهوائكم الباطلة, ما أنزل الله بها من حجة تصدق دعواكم فيها.
ما يتبع هؤلاء المشركون إلا الظن, وهوى أنفسهم المنحرفة عن الفطرة السليمة, ولقد جاءهم من ربهم على لسان النبي صلى الله عليه وسلم, ما فيه هدايتهم, فما انتفعوا به.
سوره النجم جزء ٣
وأنه لا يحصل لإنسان من الأجر إلا ما كسب هو لنفسه بسعية
وأن سعيه سوف يرى في الآخرة, فيميز حسنه من سيئه, تشريفا للمحن وتوبيخا للمسيء.
ثم يجزى الإنسان على سعيه الجزاء المستكمل لجميع عمله,
وإن إلى ربك- يا محمد- انتهاء جميع خلقه يوم القيامة.
بسـم اللّه الـرحمـن الـرحيم.
السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاتة
(الحلقة سورة النجم ١٤٥)
( ذلك مبلغهم من العلم ) أي : طلب الدنيا والسعي لها هو غاية ما وصلوا إليه .
وقد روى الإمام أحمد عن أم المؤمنين عائشة [ رضي الله عنها ] قالت : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” الدنيا دار من لا دار له ، ومال من لا مال له ، ولها يجمع من لا عقل له ” وفي الدعاء المأثور : ” اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ، ولا مبلغ علمنا ” .
وقوله : ( إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى ) أي : هو الخالق لجميع المخلوقات ، والعالم بمصالح عباده ، وهو الذي يهدي من يشاء ، ويضل من يشاء ، وذلك كله عن قدرته وعلمه وحكمته ، وهو العادل الذي لا يجور أبدا ، لا في شرعه ولا في قدره
في قوله ( فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم ) قال : يقول ليس لهم علم إلا الذي هم فيه من الكفر برسول الله ، ومكايدتهم لما جاء من عند الله ، قال : وهؤلاء أهل الشرك .
وقوله ( إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله ) يقول – تعالى ذكره – : إن ربك يا محمد هو أعلم بمن جار عن طريقه فى سابق علمه ، فلا يؤمن ، وذلك الطريق هو الإسلام ( وهو أعلم بمن اهتدى ) يقول : وربك أعلم بمن أصاب طريقه فسلكه في سياق علمه ، وذلك الطريق أيضا الإسلام
الجزء 3
والله سبحانه وتعالى ملك ما في السموات وما في الأرض؛ ليجزي الذين أساءوا بعقابهم على ما عملوا من السوء، ويجزي الذي أحسنوا بالجنة، وهم الذين يبتعدون عن كبائر الذنوب والفواحش إلا اللمم، وهي الذنوب الصغار التي لا يُصِرُّ صاحبها عليها، أو يلمُّ بها العبد على وجه الندرة، فإن هذه مع الإتيان بالواجبات وترك المحرمات، يغفرها الله لهم ويسترها عليهم، إن ربك واسع المغفرة، هو أعلم بأحوالكم حين خلق أباكم آدم من تراب، وحين أنتم أجنَّة في بطون أمهاتكم، فلا تزكُّوا أنفسكم فتمدحوها وتَصِفُوها بالتقوى، هو أعلم بمن اتقى عقابه فاجتنب معاصيه من عباده.
سورة النجم الجزء 3
.
.
تعرض لنا سورة النّجم أنّ العلوم والمعرفة بالله سبحانه خالق السّموات والأرض لها طريقان لا ثالث لهما: طريق الأوهام والظّنون، وطريق الوحي الإلهي الذي نزل على النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- وهو الكلام الصّادق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وما كان من غير طريق الوحي فهو طريق الوهم والظّنون، وقد أسهبت الآيات الكريمة في إثبات صدقيّة الوحي، في قوله تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}،[٦]و{مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}،[٧]و{مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى}،[٨]وكلّ هذه الآيات تؤكّد بأنّ العلم والمعرفة هما من الله تعالى، فيجب أن لا يكون في النّفس من شكّ أو ريب في صدقيّة هذا الوحي الذي هو من عند الله تعالى؛ ويجب عدم سلوك مسلك الأمم السّابقة الذين نزل بهم عذاب الله تعالى وغضبه، قال تعالى: {وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}،[٩]ولذلك لا بدّ للعاقل المتبصّر أن يعي من أين يُستقى العلم والمعرفة عن الله تعالى، فالنّجم وهو يهوي، أو يسقط، هو ظاهرة ماديّة واضحة، والوحي كذلك الذي نزل على الرّسول –صلّى الله عليه وسلّم- صادق وواضح وضوح النّجم، والنّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- كما قال الله تعالى: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى}،[٤]وهذا دليل ثبوت الوحي والقرآن الكريم